الاثنين، 11 أغسطس 2014

حكايات من الماضي البعيد (4) :
شمال فرص بقليل كانت نقطة شرطة حرس الحدود علي سهل رملى . الشاويش شقاق كان هو حكمدار النقطة السودانية ، شايقي (مشلخ) ، ثلاثة شلخات أفقية . اشتهر الشاويش شقاق بمطاردة المهربين في البر والبحر ، وكان يطلق النار من بندقيته أبو عشرة علي شراع المراكب التي لا تزعن لأوامره بالرسو علي شاطئ النقطة للتفتيش ، ومن تلك المراكب المغامرة ، مركب عمنا محمد أحمد أرناؤوط رحمه الله . كان للشاويش شقاق صولات وجولات في مطاردة المهربين عبر دروب الصحراء . يقال أنه وفي مرة من المرات ، كان أحد المهربين المشهورين ويدعي إبراهيم عقيد من قبيلة العبابدة المصرية ذو شوارب كبيرة ، تحدي الجاويش شقاق في أن يلقي عليه القبض ، فظل شقاق يقطع يوميا مسافة 40 كيلو مترا بناقته البيضاء ما بين النقطة والصحراء في أيام متواصلة إلي أن قبض علي المهرب المشهور وأحضره إلي النقطة وحلق له نصف شاربه وترك له النصف الآخر ثم أخلي سبيله .
استأذن عمنا داؤد من حكمدار النقطة الشاويش شقاق ، وكان من العادة أن ينتقل السكان بين طرفيّ الحدود لزيارة الأقارب أو للمشاركة في مختلف المناسبات ، و رغم أن نقاط الحدود كان كانت نقاط رسمية ، إلا أن سكان طرفيّ الحدود كانوا أسرة واحدة تربط بينهم صلات الرحم . سمحوا لنا بالمرور إلي قرية (ويسي) . لم تستوقفنا النقطة المصرية ، ولم تسألنا حسب ما كان متعارفا بين النقطتين من نظم . وصلنا (ويسي) قبل وقت المغرب ، كانت خالتنا وحسب ما علمنا من جيرانها كانت في الجروف في الزراعة ، لكننا وجدنا طفلتها الوحيدة فاحتضنتها والدتي بكل حنان وشوق حتى أني شعرت بقشعريرة الغيرة تسرى في جسدي . استقبلنا أهل القرية استقبالا حارا ، قاموا بواجبات الضيافة خير قيام ، وعندما حضرت خالتنا وهي تحمل حزمة كبيرة من القش علي رأسها ، وقغ بصرها علي والدتي فرمت بالحزمة علي الأرض واحتضنتها وهي تبكي بكاء المشتاق . نواصل

..سيد ابكر ..........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق