الاثنين، 11 أغسطس 2014

حكايات من الزمن البعيد (1) :
خالتنا زينب ، كانت تعيش مع زوجها وأولادها في النوبة المصرية ، في قرية كانت تسمى (ويسي) شمال فرص غرب بعد الحدود الفاصلة بين السودان ومصر مباشرة . ألحت الخالة علي والدتي لتقوم بزيارتها في موطنها (ويسي) . فوقعت الدعوة في ثنايا النية ، ولكن دون اتخاذ خطوات عملية للسفر . نويت أن أرافق الوالدة في هذه الرحلة لاستكشاف ارض الله الواسعة التي لم أكن اعرف لها اتجاها ولا قرارا . وحينها لم أكن اعرف سوى حلتنا والشفخانة في (كرو) والحلال المجاورة لنا ، والناس الذين كانوا يترددون علينا من وقت لآخر . والدي كان رئيس مركب ، والمركب كانت خاصة بسيد سليمان عيسي ، والناس يعرفونها بمركب (أبكر) . وكعادة أصحاب المهن كل المراكبية كانوا يعرفون بعضهم . استأذن والدى من زميل له في المهنة من ناس (فرس) كان علي ما أذكر يلقب بـ (بوكسي) ليقلنا في رحلة عودته من حلفا في أي وقت شاء .
كان منسوب النيل مستقرا ، والزمان زمن ما بعد الدميرة مباشرة بعض الجزر الرملية كانت قد ظهرت وسط النيل لتكون مرتعا للطيور البحرية بكل أنواعها وإشكالها . لم يكن ذلك هو كل شيئ بل كانت هنالك أماكن ضحلة ولكنها لم تظهر فوق سطح الماء . جاء نفر من العاملين في الري فوضعوا علي مجرى النيل براميل ملونة بالأحمر والأبيض لتحديد مسار بواخر الركاب كمعالم يهتدي بها البحارة ، وهذه البراميل كنا نسميها (الشمندورة) ....نواصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق